llll

Adsens

mardi 7 avril 2020

معجزة الصباح


بقلم: يوسف بوحامد كوتش مستشار
تعرض لحادث مميت دخل معه في غيبوبة وبعد ان استفاق وجد نفسه عاجزا عن المشي كليا وبسبب مصابه تركته خطيبته! ...هكذا أصبحت حياة "هال" بعدما كان مستقرا في حياته وعمله في المبيعات.  تجاوز صاحبنا حالته واستطاع المشي من جديد بمساعدة والديه وحقق نجاحا أكبر في عمله وارتبط من جديد. 
لكن طبيعة الحياة هي عدم الإستقرار، فقد جاءت الأزمة الاقتصادية في 2008 وقلت معها مداخيله وعجز عن تغطية مصاريفه الشخصية وأقساط بيته فساءت حالته النفسية.
بعد أن تحدث صاحبنا مع صديق مقرب، نصحه الأخير بممارسة الجري كل صباح.  تردد في البداية لكنه أخيرا اقتنع بعد ان بدأت نفسيته بالتحسن مع مزاحمة  الأفكار الإيجابية لتفكيره حتى توصل إلى وضع برنامج صباحي تحفيزي تحدث عنه في كتابه " معجزة الصباح" .
انطلق "هال" عند تأليف كتابه من فكرة مفاذها أن عالمنا الداخلي هو الذي يشكل عالمنا الخارجي، إذن فمن أجل تغيير واقعنا ينبغي العمل على تحسين وتطوير الذات.  هنا بدأ بالإستيقاظ ساعة قبل المعتاد في الصباح من أجل العمل على تطوير نفسه بالقيام بعدد من الأنشطة اليومية.
جمع " هال" هذه الأنشطة في كلمة SAVERS  أي الأنشطة الست المنقذة وهي على التوالي: 
- الصمت                               Silence
-التوكيدات الإيجابية     Affirmations 
- التخيل                     Visualization 
- التمارين الرياضية             Exercise
- القراءة                            Reading 
- الكتابة                            Scribing
كيف يمكن تفعيل هذا البرنامج وخاصة في ظروف الحجر الصحي؟
1- عشر (10) دقائق من الصمت يوميا بهدف التحكم في التوتر وتصفية الوعي وذلك بالصلاة أو ممارسة التأمل أو تمارين التنفس. 
2- عشر (10) دقائق من التوكيدات يوميا أي ترديد عبارات إيجابية بصوت عال لبرمجة الوعي حول ما نريد أن نكون عليه مستقبلا. 
3- عشر (10) دقائق من التخيل يوميا أي تخيل ما تريد أن تكون عليه مستقبلا وتلمس ذلك وتحس به. 
4- عشر ( 10) دقائق من التمارين الرياضية كالمشي والجري أو "اليوغا" وغيرها من أجل التخفيف من التوتر ، ويمكن ممارستها في الهواء الطلق أو في المنزل فقط مع ظروف الحجر. 
5- عشر (10) دقائق من القراءة يوميا لتطوير الذات ويفصل قراءة الكتب الإيجابية وسير الناجحين. 
6- عشر (10) دقائق من الكتابة يوميا بتسطير الأهداف والمشاريع وعمل مذكرات تجعلنا نركز على ما يسعدنا. 
بهذه الطاقة الإيجابية ينطلق يومك مفعما بالنشاط والإقبال على الحياة. 
يقول جورج برنارد شو :" الناس يلومون الظروف بدون توقف لتفسير ما هم عليه ، أنا لا أومن بالظروف.  فالناس الذين يتقدمون في هذه الحياة هم أولئك الذين يستيقظون في الصباح منطلقين بحثا عن الظروف التي يريدونها ، وان لم يجدوها يصنعونها"

lundi 6 avril 2020

فيروس كورونا المستجد والنظرة إلى المصابين الجدد


بقلم: يوسف بوحامد كوتش مستشار
عندما يصاب شخص ما بالفيروس المعلوم ، لأسباب قد نعلمها أو لأسباب لا نعلمها ، ترى أصابع الإتهام موجهة إليه بالتقصير واللامبالاة وبأنه هو الوحيد من يتحمل مسؤولية ما أصيب به. فهل هذه النظرة التي نكونها عن هذا الشخص صحيحة أم أن الفكرة المكونة عنه وقع فيها خطأ ما وتحيز معين؟
من أكثر الأمور التي نقوم بها في حياتنا اليومية هو تقييم سلوكيات وأفعال الآخرين ، وقد صاغ علماء النفس الإجتماعي في سبعينيات القرن الماضي نظرية تتناول الموضوع وأطلقوا عليها اسم خطأ الإحالة الأساسي أو خطأ العزو الأساسي Erreur fondamentale d'attribution.
يمكن تلخيص الفكرة الرئيسية لهذا النوع من خطأ التفكير على النحو التالي : 
عند تقييم سلوك الآخرين فإنّنا نميل إلى المبالغة  في تقدير الأسباب الداخلية (مرتبطة بالشخص) وإلى الاستخفاف بتقدير الأسباب الخارجية (الظروف). 
ومن الأمثلة الشائعة : 

- إذا لم ينجح أحد الطلبة أو التلاميذ في امتحاناته فإننا نحيل ونعزو سبب عدم نجاحه إلى عوامل داخلية مرتبطة به كعدم الإهتمام بالدراسة مثلا ونقلل من قيمة عوامل أخرى خارجية مثل الظروف العائلية التي يمر بها مثلا .

- إذا فصل شخص من العمل فإننا غالبا نرد السبب إلى شخصه وشخصيته وقلة تجربته أو عدم انظباطه ، ونغفل عن الأسباب والظروف الخارجية التي صاحبت فصله من العمل مثل الوضعية التي تمر منها الشركة التي شغلته أو الظروف التي يمر بها هذا الشخص في حياته الإحتماعية...
  
-  التصريحَ السلبي الذي نطقه به زميلي في العمل غالبا ما سيفسر على أن شخصيته سلبية (المبالغة  في العوامل الداخلية) وليس إلى الموقف أو الظرف الذي صاحب هذا التصريح (الاستخفاف بالعوامل الخارجية).

- عند غضب الزوجة، مثلا في ظروف الحجر الصحي، يعزو ويحيل الزوج سبب الغضب إلى قلة صبر الزوجة مثلا  ( أسباب داخلية)  وليس إلى الضغط والظروف التي تصاحب الحجر الصحي ( أسباب خارجية). 
نجد ،إذن، أن الأمثلة عديدة من حياتنا اليومية، والبرجوع إلى السياق العام الذي تعيشه بلادنا من حظر للتجوال للسيطرة على انتشار الفيروس المعلوم فإننا نلاحظ ظاهرة بدأت بالتنامي مع ازدياد عدد المصابيب ، ألا وهي التشهير وتحميل المسؤولية والقذف بانعدام الضمير ( أسباب داخلية)  والتي تصل إلى حد السب والقدح بأشنع الأوصاف وكلها موجهة إلى شخص المصاب!

السؤال هنا: هل نحن على علم بالظروف التي أحاطت بالشخص عند إصابته إن كان هو أصلا على علم ؟!
إذا كان الجواب بالنفي أي أنك تجهل هذه الظروف فكيف تحكم  على أشخاص مصابين وتكيل لهم التهم ، وأنت وراء شاشة هاتفك أو حاسوبك ؟!
كيف ننظر إلى الشخص المصاب إذن؟ 
- اسأل نفسك : هل هذا الخبر من مصدر رسمي أم مجرد إشاعة ؟
- اسأل نفسك : هل أنا على المام ودراية وعلم بجميع الظروف الخارجية التي صاحبت اصابة الشخص؟
- اسأل نفسك : هل اصابة الشخص كانت من اختياره؟
- اسأل نفسك : هل أنا بعيد كل البعد عن الإصابة أيضا؟
عندما تجيب عن جميع هذه الأسئلة ، اسأل نفسك سؤالا أخيرا : من أنا كي أحكم على هذا المصاب؟

dimanche 5 avril 2020

الإنحياز للإدراك المتأخر


بقلم : يوسف بوحامد كوتش مستشار
بعد مرور أكثر من شهر على ظهور أول إصابة بالفيروس المعلوم في المغرب، وصلت عدد الإصابات المشخصة إلى حوالي الألف... 
أمام تسارع عدد الإصابات اليومية أسبوعا بعد أسبوع، رغم إجراءات الحجر الصحي والالتزام الذي قوبلت به، نسمع الكثيرين منا وهم يقولون جهرا أو سرا إن ما وصلنا له اليوم كان متوقعا: 
ألم أقل لكم!
 قلت إن العدد سيترفع أكثر!  
أخبرتكم ذلك اليوم!
 لقد صدقت توقعاتي!  
تخميناتي لا تخطئ! 
سترون المزيد وتذكروا كلامي جيدا!
هذه العبارات وغيرها لا تعبر إلا على ما يطلق عليه علماء النفس بالإنحياز للإدراك المتأخر Biais rétrospectif. وهو طريقة خاطئة في التفكير تتمثل في الحكم على الشيئ بعد حدوثه ، أي إن شخصا ما بعد أن يعرف النتيجة والمآل يأتي فيخبرك بها علما أن هذه النتيجة أصبحت معلومة للجميع. 
هذا الإنحياز هو ميل إلى رؤية الأحداث الماضية على أنه كان من الممكن التنبؤ بها قبل حدوثها : 
- كل المؤشرات تدل على أن... 
- إمكانياتنا لن تسعفنا! 
- الجهل مستفحل ، لا مفر!  
- القادم أسوأ ، الكارثة ستعم!  
يعد هذا الإنحياز من أكثر أنواع التفكير الخاطئ شيوعا في الأحداث السياسية والإقتصادية والرياضية وهو يتجسد بشكل جلي في تعاملنا مع أحداث الجائحة. 
في المرة القادمة ، وأنت تحاول أن تثبت أن توقعاتك كانت صائبة تذكر ألا تقع في فخ الإنحياز للإدراك المتأخر.