بقلم : يوسف بوحامد كوتش مستشار
بعد مرور أكثر من شهر على ظهور أول إصابة بالفيروس المعلوم في المغرب، وصلت عدد الإصابات المشخصة إلى حوالي الألف...
أمام تسارع عدد الإصابات اليومية أسبوعا بعد أسبوع، رغم إجراءات الحجر الصحي والالتزام الذي قوبلت به، نسمع الكثيرين منا وهم يقولون جهرا أو سرا إن ما وصلنا له اليوم كان متوقعا:
ألم أقل لكم!
قلت إن العدد سيترفع أكثر!
أخبرتكم ذلك اليوم!
لقد صدقت توقعاتي!
تخميناتي لا تخطئ!
سترون المزيد وتذكروا كلامي جيدا!
هذه العبارات وغيرها لا تعبر إلا على ما يطلق عليه علماء النفس بالإنحياز للإدراك المتأخر Biais rétrospectif. وهو طريقة خاطئة في التفكير تتمثل في الحكم على الشيئ بعد حدوثه ، أي إن شخصا ما بعد أن يعرف النتيجة والمآل يأتي فيخبرك بها علما أن هذه النتيجة أصبحت معلومة للجميع.
هذا الإنحياز هو ميل إلى رؤية الأحداث الماضية على أنه كان من الممكن التنبؤ بها قبل حدوثها :
- كل المؤشرات تدل على أن...
- إمكانياتنا لن تسعفنا!
- الجهل مستفحل ، لا مفر!
- القادم أسوأ ، الكارثة ستعم!
يعد هذا الإنحياز من أكثر أنواع التفكير الخاطئ شيوعا في الأحداث السياسية والإقتصادية والرياضية وهو يتجسد بشكل جلي في تعاملنا مع أحداث الجائحة.
في المرة القادمة ، وأنت تحاول أن تثبت أن توقعاتك كانت صائبة تذكر ألا تقع في فخ الإنحياز للإدراك المتأخر.